عدد الرسائل : 809 العمر : 44 الموقع : 48mb@live.fr العمل/الترفيه : أستاذ/خواطر/مطالعة/سياحة/رياضة المزاج : رضينا بما قسم الله لنا الأفضل : 3 نقاط : 1277 تاريخ التسجيل : 09/12/2009
موضوع: الاميرعبد القادر الجزائري الإثنين أبريل 12, 2010 11:55 am
الاميرعبد القادر الجزائريأضيف في: 12/04/2010
عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى الجزائري الحسني 1222/1808ـ 1300/1883 قائد فذّ عبقري، وخطيب ملهم، جمع بين السيف والقلم، أوّل من أثار الضميرالشعبي الجزائري، وبذر بذور الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، عالم الأمراء وأمير علماء دمشق . ولد في قرية القيطنة التابعة لوهران، من عائلة مرابطيّة كريمة مشهورة بالفضل والكرم، تنحدر من سلالة مولاي إدريس . نشأ في حجر والده وتتلمذ عليه، وكان يترأس الطريقة القادريّة . حفظ القرآن، وتعلم مبادئ العربيّة على أبيه، ثم قرأ على الشيخ أحمد بنطاهر القرآن والحديث وأصول الشريعة، واستكمل فنون العلوم في وهران، فدرسالفقه والحديث والفلسفة والجغرافيا والتاريخ، ونال شهادة حافظ . عاد إلى بلده في السابعة عشرة من عمره، فعكف على القرآن والمطالعة، وانصرف إلى التأمّل الديني الهادئ سافر بصحبة والده في جولة علمية إلى الديار الحجازية ودمشق وبغداد، حيثلقي الشيوخ والعلماء أمثال: المحدث الكبير عبد الرحمن الكزبري في دمشق،والإمام خالد النقشبندي السهروردي، والسيد محمود الكيلاني في بغداد، ومنلقبهم من بعد في دمشق كالسيد محمود الحمزاوي، ومحمد الخاني . وأقام في ضيافة الشيخ محمد زكريا قاضي تدمر عدّة أشهر، في طريقه إلى بغداد، وسلك الطريقة القادريّة، ولقي الشيوخ فيها والعلماء ؛ وعاد مع والده إلى الجزائر يحمل علوم المشارقة وآدابهم . اشتهر في صباه بشدّة البأس، وقوّة البدن، والفروسيّة ؛ بايعه رؤساءالقبائل العربيّة سنة 1248/1832 بعد أبيه على نصرة الإسلام، والذود عنالوطن، ولقّبوه بناصر الدين، فجمع كلمتها، وخاض المعارك دفاعا عن استقلالالمغرب العربي، وانتصر في معركة وهران . عقد مع الفرنسيّين معاهدة 1250/1834 وتفرّغ للإصلاحات الداخليّة، ونظّمدولته على أسس إسلاميّة، ولم يعترف بسيادة فرنسا على بلاده، وكان حاكماًجريئاً، شجاعاً، يتقدّم الجيوش بنفسه، ولا يبالي بكثرة العدو واستعداده . نظّم مملكته إلى ثماني خلافات، وأقام جهازاً إدارياً مسلسل الرئاسات،ونظّم القضاء، وأسّس مجلساً ثورياً، وأنشأ مصانع الأسلحة والبارود، وملابسالجند، وجمع الزكاة، وبنى مدينة (تقدمة) وكثيراً من المعامل، وافتتحالمدارس، وضرب النقود (المحمديّة) ونظّم جيشاً قوامه عشرة آلاف جندي . ولما أراد الاستعانة بشيوخ الطريقة التيجانيّة في طرد الفرنسيين، رفضواالانخراط في جيشه، تمشيّاً مع روح صوفيّتهم التي تأبى التدخل في السياسة،فقام بعدّة حملات على مركز التيجانيّة في (عين ماضي) التي قاومت هذهالحملات . غدر به الفرنسيّون سنة 1251/1835 وخرقوا معاهدة (دي ميشيل) وحاولواالتفريق بينه وبين رجاله، ولكنهم باؤوا بالفشل، واستخدموا أسلوب الحربالتخريبيّة، بتدمير المحاصيل الزراعيّة، وتدمير المدن الرئيسيّة، وأقصوهبعد أربع سنوات من النضال، إلا أنه لم يستسلم، والتجأ مع إخوانه إلى مراكشسنة 1259/1843 ثم عاد إلى الجزائر، وقاد حركة الأنصار . هزم بالخيانة شأن كل معارك المقاومة في العالم الإسلامي، فهاجمته العساكرالمراكشيّة من خلفه، فرأى من الصواب الجنوح للسلم، وشاور أعيان المجاهدينعلى ذلك، وأسره المحتلون سنة 1263/1847 وأرسلوه إلى فرنسا، حيث أهداهنابليون الثالث سيفاً ورتب له في الشهر مبلغاً باهظاً من المال، وسمح لهبالسفر إلى الشرق سنة 1268/1852 فتوجّه إلى الآستانة وحصل له الإكراموالاحتفال من خليفة المسلمين السلطان عبد المجيد، وأنعم عليه بدار فيمدينة بروسة، ثم استوطن دمشق، بعد توالي الزلازل على بروسة، سنة 1271/1855فكان يقضي أيامه في القراءة و الصلاة وحلقات العلم، وجمع مكتبة ضخمة،واشتهر بالكرم ولطف المعشر، وحب العلم وأهله . وقام بدور مشرّف عندما احتدمت الفتنة بين النصارى والدروز سنة 1276/1860فأسعف المنكوبين، وآوى المهجّرين، واستطاع بحسن تدبيره، حماية المسيحيينوإنقاذهم . توجّه سنة 1281 إلى الآستانة لزيارة السلطان عبد العزيز، فاجتمع به وأهداهالوسام العثماني الأول ثم توجّه إلى باريس ولقي نابليون الثالث . انتسب إلى (جمعيّة العروة الوثقى) ودعا إلى رفض التقليد، واستعمال النظر. تولّع بكتب الصوفية، خصوصاً مؤلفات الشيخ محي الدين بن عربي، وكان لهاختصاص بمعرفة تاريخ الإسلام، واشتهر بالفصاحة، وشدة البأس والفروسيّة . وعندما طرحت صيغة الإمارة العربيّة في أجواء الحرب (الروسيّة ـالعثمانيّة) وأجواء (معاهدة سان استيفانو) ومؤتمر برلين، لم تخرج عن نطاقالمفهوم الإسلامي للسلطة (إمارة عربية في إطار الخلافة الإسلامية) وبويعزعيماً لهذه الحركة وأميراً مرتقباً على بلاد الشام . وكان متعاطفاً مع الحركة الماسونيّة التي في إطار محافلها كانت تطرح طروحات الاستقلال . وكان قد انتظم في سلك الماسونيّة بالإسكندرية سنة 1864، وهو في طريقعودته من الحجاز، بمحفل الأهرام التابع للشرق الفرنسي، وكان يجهر بانتسابه . مدحته الشعراء والبلغاء، ورثته العلماء، وأرّخته الأدباء . ألف في التصوف كتاب: (المواقف) مملوء بالقول بوحدة الوجود ـ سامحه الله ـعلى طريقة ابن عربي الفلسفية، قبس فيه كثيراً من آراء والده في كتاب (إرشاد المريدين). و(المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد) و(ذكرىالغافل وتنبيه الجاهل) في الحكمة والشريعة، وهي الأطروحة التي قدّمهاللمجمع العلمي الفرنسي في أخريات سنيه، فقبل بها عضواً مراسلاً، وترجمهاله سكرتير القنصليّة الفرنسيّة في دمشق . وكانت له قدم راسخة في الشعر، جمع شعره في ديوانه (نزهة الخاطر) ونشرزكريا عبد الرحمن صيام (ديوان الأمير عبد القادر الجزائري) سنة 1978 . توفي بدمشق، ودفن بالصالحيّة، إلى جانب الشيخ محي الدين بن عربي، وفي ذلك يقول الشاعر : ذو الدار والضيف سراجا هدى.....فنعم رب الدار والضيف ونقلت رفاته إلى الجزائر بعد الاستقلال، واحتفلت الأمّة احتفالاً مهيباًبدفن رفاته، حيث اجتمع نحو نصف مليون مواطن جزائري، إلى جانب أربعين وفداًمن الأقطار العربية والصديقة، وأعضاء مجلس الثورة الجزائري، في مقبرةالشهداء، خارج العاصمة. ألف في سيرته أبو القاسم سعد الله في كتابه: (حياة الأمير عبد القادر)
ويحي أبو عزيز (بطل الكفاح الأمير عبد القادر الجزائري)